مر عدنان حمد مدرب منتخب العراق لكرة القدم بكل ما يمكن ان يعانيه المرء من صعاب طوال المدة الكبيرة التي امضاها في منصبه. وخلال اربع فترات في تدريب منتخب العراق واجه حمد تهديدات بالقتل والعنف الطائفي ومداهمات عسكرية لمنزله اضافة الى اربع سنوات عصيبة في العمل تحت قيادة رئيس مستبد بث الرعب في قلوب اللاعبين الشبان بالفريق.والان وبعد اسابيع من اعادة حمد لبعض الانضباط الى فريقه يواجه العراق خطر الاستبعاد من المحافل الدولية لمدة عام بعد ان تدخلت السياسة مرة أخرى في مشاكل الفريق. وقال حمد في مقابلة مع رويترز "لدينا الكثير من المشاكل في كل الاوقات. لقد اعتدنا على ذلك. لست مجنونا كي اقبل هذا المنصب مرة أخرى. لقد عملت مع هذا الفريق ما يقرب من ثماني سنوات وانا معه منذ ان كنت في السابعة عشرة من عمري. في كل مرة أعود لانني أحب بلادي”. وستكون تعليقات حمد على هوى مسؤولي كرة القدم في العراق وخاصة في ظل معاناتهم للاستعانة بالمدربين. وتوالى خمسة مدربين اجانب على منتخب العراق منذ ان تولى حمد (47 عاما) مهاجم منتخب البلاد السابق في الثمانينات من القرن الماضي مسؤولية الفريق لأول مرة.وأقيل النرويجي ايجيل اولسن بعد رفضه الذهاب الى العراق فيما استقال الالماني بيرند ستانجه خوفا على حياته. ولم يكن فوز العراق بكأس آسيا العام الماضي او الاغراءات المالية كافية لاقناع المدرب البرازيلي جورفان فييرا بالبقاء بعد تأكيده ان الضغط والقلق كان لهما تأثير بالغ على صحته. ورغم ان القوات الامريكية اخلت قاعدتها المؤقتة في استاد الشعب بالعاصمة بغداد الا انه لا يوجد اي منتخب وطني يذهب الى هناك اضافة الى ان اغلب اللاعبين الكبار تركوا البلاد منذ فترة طويلة.ويتخذ العراق من الاردن وسوريا والامارات العربية المتحدة ملاعب له في المباريات على ارضه معتمدا على تعاطف الجماهير العربية.وقال حمد "الامر صعب علينا. اغلب فرق كرة القدم تلعب مبارياتها على ملعبها وامام جماهيرها ثم يعود اللاعبون الى اسرهم لكن هذا لا يحدث معنا. نحن نعود الى مكان اخر وكاننا لا نملك وطنا”. واكد حمد انه انتقل للعيش في الاردن منذ ان داهمت القوات الامريكية منزله مرتين في بغداد واتلفت الاثاث واللوحات والصور العائلية. ولم يعد مدرب العراق الى بلاده مرة أخرى ولم يفسر اي شخص لماذا كان حمد مستهدفا بهذه الطريقة؟.. واثبت حمد احد اعضاء منتخب العراق في كأس العالم 1986 في المكسيك انه السند الاكبر لكرة القدم في البلاد وانه يمكن الاعتماد عليه في وقت الازمات وخاصة في ظل التزامه الشديد تجاه لاعبيه.وحتى العمل تحت قيادة عدي نجل الرئيس العراقي السابق صدام حسين لم يكن ليمنعه من تدريب المنتخب الوطني الاول. واصر حمد على ان القصص والروايات حول تعذيب عدي للاعبي المنتخب والاعتداء عليهم بالضرب وايداعهم السجن بعد الهزيمة في بعض المباريات لم تكن كلها حقيقية. وقال حمد وهو يبتسم "كان عدي مثل اي رئيس بالاتحادات الكروية العربية. لقد حلق رؤوسهم قبل ذلك لكن بعيدا عن هذا لم يتدخل في امور الفريق”.
ورغم هذا الا ان الحكومة العراقية تدخلت وهذا ما قد يكلف منتخب العراق بطل كأس آسيا عدم المشاركة في نهائيات كأس العالم2010.ومنذ ان قررت الحكومة العراقية حل اللجنة الاولمبية الوطنية وجميع الاتحادت الرياضية في البلاد الاسبوع الماضي قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم معاقبة الفريق رغم وجود حل.وتملك وزارة الشباب والرياضة العراقية فرصة لاعادة مسؤولي اتحاد كرة القدم في البلاد الى مناصبهم حتى الساعة السادسة مساءً بتوقيت بغداد (الثانية ظهرا بتوقيت جرينتش) اليوم الخميس لكن حمد يخشى ان يكون الامر قد تأخر كثيرا.
وقال حمد "هذا الفريق هو آخر امل لنا في الوصول الى كأس العالم.. بلادنا تواجه مشاكل.. يجب ان نتكاتف وان يسود الحب بيننا لكن الوضع اصبح سيئا للغاية”.